قصيدة راقية للمبدع طه حامد
لا تَقلْ يا ( نجمُ ) قد عزَّ التَّلاقْ
أنتَ مَنْ رامَ لقاءَ الأبَــــــــــــــــــــدِ
أتملّى لا أرى بينَ الرفــــــــــــــــاقْ
شمعةً كانتْ حَديثَ البَلَـــــــــــــــــدِ
أناْ لا أنسى وإنْ طالَ الفِــــــــــراقْ
كيفَ أنسى جمرةً في كَبِــــــــدي ؟!
يا طبيبي ! طبُّكُمْ مُرُّ المـــــــــــَذاقْ
فَارْفَعِ الكأسَ ولا تلمسْ يَــــــــــدي
***
كيفَ يا ( نجمُ ) تفارقْنا ؟! وكيفْ ؟
غابَ عَنِّي ذلكَ الوَجهُ النَّضِـــــــرْ ؟
كيفَ أصبحتَ خيالاً ؟! أو كطيفْ ؟!
أنتَ ! يا ملءَ عيوني والبصَـــــرْ !!
كمْ شتاءٍ مرَّ فينا ؟ كمْ ؟! وصيفْ ؟!
لِمَ لا تحضرُنا في مَن حضَــــــرْ ؟!
قد دعَوناك .. ولو تأتي كضيــــف !
شفَّتِ الذكرى سويعاتِ السحَــــــــرْ
***
كيفَ يا ( نجمُ ) ! رضِيتمْ بالبِعادْ ؟!!
أينَ عهدُ الحبِّ منذُ الصِّغَـــــــــرِ ؟!
أنتَ في روحِي وفي هذا الفـــــــؤادْ
نبضٌ يضربُ فوقَ الوتَــــــــــــــــرِ
أنتَ مَنْ قالَ ! وأملى ! وأعــــــــادْ !:
سوفَ أبقى في حِماكُمْ عُمــــــــــُرِي
فلماذا أنتَ أنكرتَ الــــــــــــــوِدادْ ؟
وأنيناً طالَ عندَ السحَــــــــــــــــــــرِ
***
أنا ما غيّرتُ طبعي يا رفيـــــــــــــقْ
هذه عيني وهذي دمعتـــــــــــــــــــي !
لا يكنْ في ظنِّكم أني أُطيــــــــــــــــقْ
رجعَ ذكرى معكمْ قد مــــــــــــــــرّتِ
له ما بينَ الحشا مثلُ الحريــــــــــــقْ
يتمشّى في بقايا مُهجتــــــــــــــــــــــي
والهوى المذبوحُ يأبى أن يُفيـــــــــــقْ
من صدى الهولِ وهولِ الصدمــــــــةِ !
***
أنا ما غيَّرتُ طبعي يا ( نجِــــــــــــمْ)
هذي آهاتي وهذي أدمُعِـــــــــــــــــي !
وحنيني دائمٌ لا يستَتِــــــــــــــــــــــــمّْ
يتمشّى في حنايا أضلُعــــــــــــــــــــي
كم أُداريهِ ؟ ! وآهاتي تَنِـــــــــــــــمّْ ؟!
حضرَ الداعي وغابَ المدّعـــــــــــــي
كيف أرتاحُ ؟! وأفراحي تَتِــــــــــــــمْْ
لستَ في عيني ولا في مِسمعــــــــي !
***
كيف لم أحسَبْ لفرقتِكم حِســــــابْ ؟!
أنتَ يا ( نجمُ ) عُيوني ويَــــــــــــــدي
أنتَ ذكرِي في ذَهابي والإيـــــــــــابْ
أنتَ روحي نُزِعتْ مِن جَسَــــــــــدي
وإذا ما طفتَ ما بين الصِّحــــــــــــابْ
كخيالٍ رقَّ أو عطرٍ نَـــــــــــــــــــدي
فالتمسْني : لن ترى غيرَ سَــــــــــرابْ
يتراءى في صَحارى الأبـــــــــــــدِ !!!
***
يا حمامَ الأيك أضناني النحيـــــــــــبْ
أنتَ أولى منْ رَعى الجارَ وراعــــــى
وكلانا نادِبٌ أغلى حَبيـــــــــــــــــــبْ
لا تَقُلْ : أبكي على ماضٍ تَداعــــــــى
يا شَجِيَّ الْلَّحْنِ ! يكْفي أنْ يّــــــــذوبْ
بعْضُ قلبي .. الحَشا تَمْضِي تِباعـــــا
أيُّها الدَّهْرُ وَجارِي لا يُجِيــــــــــــب !
صَمَتَ الدَّهْرُ ولَمْ يُعِرِ اسْتِماعـــــــا