ومن خطبه عليه السلام (١)
في بعض صفاته سبحانه
روي أن رجلا جاء إلى الحسن بن علي عليهما السلام فقال له: يا ابن
رسول الله صف لي ربك، حتى كأني أنظر إليه:
فأطرق الإمام الحسن عليه السلام مليا، ثم رفع رأسه.
فقال: الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم، ولا آخر متناه، ولا قبل
مدرك، ولا بعد محدود ولا أمد بحتى، ولا شخص فتجزئ، ولا اختلاف
صفة فيتناهى، فلا تدرك العقول أو هامها ولا الفكر وخطراتها. ولا الألباب
أذهانها صفته، فبقول متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما،
ولا تارك فهلا، خلق الخلق فكان بديئا، ابتدع ما ابتدع، وابتدع
ما ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما استزاد، ذلكم الله ربي رب العالمين
(١) توحيد الصدوق - باب نفي التشبيه.
(